کد مطلب:168307 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:201

الوداع الاخیر
قال العلاّمة المجلسی (ره) فی كتابه (جلاءالعیون): (ثمّ ودّع ثانیاً أهل بیته،


وأمرهم بالصب، و وعدهم بالثواب والاجر، وأمرهم بلبس أُزرهم، وقال لهم:

استعدّوا للبلاء، وأعلموا أنّ اللّه تعالی حافظكم وحامیكم، وسینجیكم من شرّ الاعداء، ویجعل عاقبة أمركم إلی خیر، ویعذّب أعادیكم بأنواع البلاء، ویعوّضكم اللّه عن هذه البلیة بأنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولاتقولوا بألسنتكم ما ینقص من قدركم!). [1] .

وقال المحققّ السیّد المقرّم (ره): (حقاً لوقیل بأن هذا الموقف من أعظم ما لاقاه سید الشهداء(ع) فی هذاالیوم، فإنّ عقائل النبوة تشاهد عماد أخبیتها، وسیاج صونها، وحمی عزّها، ومعقد شرفها مؤذناً بفراق لارجوع بعده فلا یدرین بمن یعتصمن من عادیة الاعداء، وبمن العزاء بعد فقده، فلا غرو إذا اجتمعن علیه وأحطن به وتعلّقن بأطرافه بین صبیٍّ یئنُّ، ووالهةٍ أذهلها المصاب، وطفلة تطلب الامن، و أخری تنشد الماء!

إذاً فما حال سید الغیاری ومثال الحنان وهو ینظر بعلمه الواسع إلی ودائع الرسالة وحرائر بیت العصمة وهنّ لایعرفن إلاّ سجف العزّوحجب الجلال، كیف یتراكضن فی هذه البیداء المقفرة بعولة مشجیة، وهتاف یفطرالصخرالاصم، و زفرات متصاعدة من أفئدة حرّی! فإنْ فررن فعن السلب، وإن تباعدن فمن الضرب، ولامحام لهنّ غیرالامام الذی أنهتكه العلّة!). [2] .



[1] جلاء العيون: 201 و عنه نفس المهموم: 355.

[2] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: 276.